لكل العابرين هنا ، اقول نورتو المكان .....
ولكم مني تحية حب وامتنان
كنت في حالة هدوء وتفكير عميق ، اقرأ جريدتي الصباحية ، يصاحبني فنجان من القهوة وخلفية موسيقية فيروزية هادئة، واذا بجرس الباب يرن معلناً عن قدوم ضيف غير منتظر لينتزعني من تأملاتي .
قمت متثاقلة ولسان حالي يقول " يا قاعدين يكفيكم شر الجايين" وما ان فتحت الباب حتى دخلت صديقتي الأنتيم ( صديقة مقربة جداً) وهي في حالة ثورة وأثار سهاد طويل واضح من الهالات السوداء تحت عينيها ، وبدأت في القاء حمم بركان غضبها.
قالت: لم اعد اطيق نمط حياتي ، تصوري ينسى احياناً انني بالبيت ، تمر ساعات ما بنحكي ولا كلمة....وأمام الناس متحدث لبق يطرق كل المواضيع ويخطف انتباه الموجودين ويأخذ نصيب الأسد من عبارات الإطراء والغريب يحسدنني النساء عليه.
قلت لها بهدوء مستفز : افتحي معه حوار!!!
صرخت بوجهي قائلة : ما تنسي اني اخصائية اجتماعية ولي خبرة في التعامل مع كل انماط البشر، لقد حاولت فتح كل المواضيع، لكنه دائماً يرد علي بكلمة واحدة فيخرس لسان الحوار..... بصراحة اشعر بأنني اعيش مع ابو الهول.
قلت لها بنفس البرود ( مازلت في حالة استرخاء صباحي) : اختاري الوقت المناسب للحديث حتى تملكي انتباهه.
ثارت علي وقالت : يقضي نصف يومه بعمله، وعندما يأتي يتناول طعامه ويخلد الى الراحة ، وفي المساء يخرج لممارسة بعض هواياته ، وفي الليل لا يرغب في مناقشة اي شئ لأنه يميل الى الهدوء والقراءة.
بالله عليكي قولي لي متى نتحدث؟
حتى اكون صريحة معكم ، وقعت بحيرة وبدأت اتفاعل مع صديقتي واصحو من حالة الاسترخاء واستنفر كل الافكار الانثوية، وتخيلت نفسي مكانها ،
كيف ممكن ان اتصرف؟
على ضوء حكاية صديقتي اسمحوا لي بسؤال برئ جداً جداً
لماذا يصمت الحوار بين الازواج ؟
فيصبح الرجل كأبي الهول داخل البيت ، وتصاب الزوجة بالكأبة وفي كثير من الاحيان تصاب بحالة فقدان الثقة في نفسها فتقع في براثن اول شخص يعرض عليها خدمات الانصات والنقاش معها دون وعي منها.
الغريب ان ابو الهول عندما يتحرر من اطار البيت ينطلق مغرداً وتٌحل عقدة لسانه، فيحادث زميلاته بالعمل بانطلاق ، ويحاور فلانة على الهاتف، ويقضي الساعات على النت في حل قضية لصديقة الكترونية، ويتعاطف مع اخرى في قضية اسرية ، يملك الصبر لكل هذا و لكنه لا يملك الصبر ولا الوقت لسماع اقرب الناس له وهي زوجته.
فلماذا يصمت الحوار بين الازواج ؟